أما محامي المتهم، فلم يجد إلا أن يطلب التيسير عليه في الحكم باعتباره رب
أسرة فقيرة، وكونه متدينا جديدا، وقد تصور أنه يقوم بعمل شرعي..
وعندما قال هذا قام الإمام بدون استئذان، وراح يصيح: ما هذه الجريمة.. كيف
يتحول الدين إلى أداة للقتل.. أطالب بتسليط أشد العقوبات عليه.. لأنه استخدم الدين
في الإرهاب؟
أوقفه القاضي بعد أن هدده بإيداعه السجن إذا لم يسكت..
كان المتهم يرفع يده كل حين ليطلب الحديث لكن القاضي لم يكن يسمح له.. وكان
محامية يقترب منه، ويطلب منه أن يستجدي القاضي.. فلم يجد المسكين إلا أن يكتفي
بالاستجداء دون أن يعرض ما يريد أن يقوله بدقة.
لم تطل المحاكمة كثيرا.. وكان الحكم فيها واضحا، وهو إعدام القاتل..
وبمجرد أن نطق القاضي بالحكم صاح الإمام وبطانته مكبرين.. شاكرين للقاضين
الحكم العادل الذي نطق به.
بعد تلك الجلسة رحت إلى بيتي، وفتحت هاتفي الذكي الذي كان يسجل صوتا وصورة
كل ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم..
ظهر الخطيب، وهو في طريقه إلى المنبر يلتفت للصفوف الأولى، وإذا به يرى شيخا
من مشايخ الطرق الصوفية يجلس صحبة مريديه الذين تعودوا أن يحضروا لذلك المسجد مع
ما يسمعون فيه.. ولكنهم رعاية لوحدة المسلمين ولحرمة الجمعة، كانوا يحضرون ولا
يبالون لما يقال لهم، أو ما يقال فيهم.
عندما صعد الخطيب المنبر راح يستجمع كل قواه الغضبية ليكون منها صاروخا
نوويا يهجم به على المحيطين به، ليقضي عليهم قضاء نهائيا، وهو ضامن بأنه لا يوجد
أحد