يوجد عندنا في وفي مسجدنا هذا صنم من الأصنام لا أسميه، فكلكم يعرفه.. يأتي
إليه الناس يتمسحون به، أما الله فقد نسوه.. أما الله فقد ضيعوه.. أما الله فقد
تركوه، وما وثقوا به، وما أحسنوا الظن به، ولا عبدوه ولا يرجون رحمته ولا يخشون
عذابه.
يا سبحان الله كيف ضاعت أمتنا، وكيف تاهت، وكيف انطلى هذا البلاء العظيم على
الأمة والتوجه بكل العبادة إلى صاحب القبر، لا يخاف إلا صاحب القبر، لا يرجو إلا
صاحب القبر، لا يُعظم إلا صاحب القبر، لا يذبح إلا لصاحب القبر.
تصوروا أن بعض عبدة القبور عندنا إن أراد أن يحج يذهب ويستأذن من صاحب
القبر، وإن رجع من الحج مر على صاحب القبر، وقال له : لقد حججنا وما نسيناك.
انظروا إلى هذا الحد يلعبون على عقول المسلمين.. هذا إبطال للدين.. هذا
إبطال الشريعة..
وكيف لا يحصل هذا، وقد كان عندنا في مصر شيخ من مشايخ الأزهر.. هو عبد
الحليم محمود عندما أراد أن يؤلف كتاباً في مدح أحمد البدوي المقبور في طنطا بأرض
مصر ذهب وبقي ليالي عند قبره.. وبعد ذلك ذكر في الكتاب أنه ما كتب هذا الثناء
والمدح لأحمد البدوي إلا بعد أن أذن له أحمد البدوي.
لهذا أيها الناس، ولا أقول المسلمين.. احذروا على عقائدكم من هؤلاء
المشركين.. إنهم موجودون معنا في كل مكان ابتداء من مسجدنا هذا.
فويل لمن اتبعهم.. وطوبى لمن تبرأ منهم.. والفردوس الأعلى وما فيها من الحور
والقصور لمن خلص الأمة من شرورهم.. والحمد لله رب العالمين.
بمجرد أن قال هذا، قام القاتل، وغرز سكينه في قلب شيخ الطريقة.. وانهال
الناس عليه.. وسلموه للشرطة.. وحصل بعد ذلك ما حصل.
بعد أن رأيت ما رأيت.. ذهبت إلى محامي المتهم، وقدمت له الشريط، فنظر إلي،