قال: إن أبسط إنسان متابع لهذه الوسائل العصرية يخبرك بأن المسلمين مختلفون
في تواتر القرآن وعدم تحريفه.
قلت: هذا مستحيل.. لدي آلاف الشهادات من جميع طوائف المسلمين تثبت أن القرآن
الكريم الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أوحي لرسول الله .
قال: لن أتكلم أنا كما ذكرت لك.. بل سأترك رجال دين مسلمين يتحدثون بدلا
عني.
التفت لعلي أرى هؤلاء العملاء الخونة الذين يتحدث عنهم، لكني لم أجد أحدا.
نظر إلي بسخرية، وقال: لقد ذكرت لك أنك لا تزال تعيش في القرون الوسطى.. ثم
أخرج فلاشة صغيرة من جيبه، وقال: العلماء الذين أتحدث عنهم موجودون هنا.
ثم بادر ووضع الفلاشة على الجهاز، وربطها بشاشة كبيرة، ثم قال: ها أنا
المسيحي المسالم قد تركت حصتي من المناظرة لكم أنتم أيها المسلمون.. فإن شئت أن
تجيبهم، فأجبهم بدلا عني.
لقد أحضرت علماء من كلا الطائفتين الكبيرتين كلاهما يذكر عن الطائفة الأخرى
أنها تقول بتحريف القرآن، فإن جمعنا بينهما، فهذا يعني بالضرورة أن المسلمين
متفقون على تحريف القرآن.
بدأ الشريط، وقد ظهر فيه جمع من علماء المسلمين بعضهم يرتدي عمة أزهر مصر،
وبعضهم يرتدي عمة أزهر لبنان، وآخرون يرتدون ملابس الهنود والباكستانيين
والسعوديين وغيرهم.. وكان الكل عليه سيما العلماء ووقارهم.
وتكلم الجميع.. وكانت الأحقاد بادية على وجوههم، وفي ثنايا الألفاظ التي
ينطقون بها، فقد كانوا كلما ذكروا كلمة (رافضة) يعقبونها بكلمات مثل (الخبثاء..
المجرمون..