قال: أرأيت إن أتيتك بشهادات العقلاء والعلماء من أهل دينك على تحريف القرآن
أكون بذلك قد برهنت البرهان الكافي على التحريف؟
لم أدر ما أقول، فأنا أعلم أني لو قلت له: لا أقبل ذلك.. فسيغلبني، لأننا
نحن أيضا نستدل على ما وقع في الكتاب المقدس من التحريف بشهادات البروتسنت واختلاف
النسخ في الكتاب المقدس ونحو ذلك.
وإن قبلت.. فسأصدم أيضا.. لأني لا أدري ما الذي يخطط له.
لم أدر إلا وأنا أقول من غير أن أشعر: أجل.. فعلماء المسلمين هم الذين
يمثلون الإسلام.. ولكن أنت تعلم أن في المسلمين مذاهب وطوائف..
قال: لا بأس.. أنا أراعي هذا.. فأخبرني ما هي الطوائف الكبرى في المسلمين،
والتي يمكن الاستناد إليها، والاعتماد على أقوالها.
قلت: الطائفتان الكبيرتان في المسلمين – كما تعلم – هما السنة والشيعة.
قال: جيد جدا.. إذن لو أني أثبت لك بأن السنة والشيعة كلاهما يقولان بتحريف
القرآن.. فهل تسلم لي؟
لم أدر ما أقول.. وما الذي يخطط له.. فقد فاجأني بما لم أحضر له نفسي..
لكني مع ذلك، وبحكم سلامة فطرتي في ذلك الحين من النزاعات الطائفية التي
أصابت المسلمين في مقاتلهم، قلت: لا بأس.. فأنا على ثقة من أن القرآن الكريم
متواتر، وأن ذلك متفق عليه عند المسلمين جميعا.
نظر إلي، وقال: أظن أن معلوماتك لا تزال قديمة.. أو أظن أنك إنسان كلاسيكي
لا تزال تتعلم من الورق فقط.. أو أنك لا تعرف عالم النت، وعالم القنوات الفضائية.