الدولية المبتدعة صارت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا باسم حقوق
الإنسان.. حتى أنهم ألغو الرق.. وهل يمكن لدين من الأديان أن يقوم من غير تشريع
الرق؟
قال آخر: لكن لابد من عمل ما.. فلا ينبغي أن نرى أحكام الأسلام وهي تنسخ
حكما حكما.. ألغو الرق.. وألغو الخلافة العادلة.. وسيأتي اليوم الذي يلغون فيه
الصلاة.
قال آخر: لا تقلقوا.. فالأمور تسير في صالحنا.. وستريكم الأيام رجالا، يحيون
هذه السنن جميعا، بإذن السلطان العلني، أو بإذنه الخفي.
***
بعد أن قدمت الكثير من المحاضرات التي تحاول أن تستنبط من القرآن الكريم ما
يرتبط بجوانب الحياة المختلفة، لم تبق بين يدي إلا مجموعة محاضرات كنت أنوي ألا
أعرضها أبدا، لأنها لم تكن تتناسب إطلاقا مع الجهة التي سيقام فيها المؤتمر..
بالإضافة إلى أنها بالكاد تفهم من العرب المختصين، فكيف بالأجانب..
لكني مع ذلك، وإبراء للذمة، ولبلاهتي وقلة تجربتي، رحت أقدمها لهم..
أخذت المحاضرة الأولى، وقلت ببرودة: هذه محاضرة بعنوان (لا النافية الجنس
ومواردها في القرآن الكريم).. ولا أظنه يصلح لهذا المؤتمر.. فهو..
قاطعني أحدهم، وهو يقول بحماسة: كيف تقول هذا.. أعرف صاحب هذا البحث جيدا..
لقد كتب في كل الحروف القرآنية، وبين مواضعها المختلفة، وأحصاها إحصاء دقيقا.
قال آخر: أجل.. محاضراته في قمة الجمال والروعة.. وهو فوق ذلك فصيح.. يخرج
الحروف مخارجها بدقة عالية.
قال آخر: أجل.. أجل.. لابد أن نمرر هذه المحاضرة.
قلت: ولكن.. أنتم تعلمون جيدا لمن نريد أن نلقي هذه المحاضرة..