بل إنه عبر عن ذلك صراحة، فقال: (ولكن حين يصل (الماركسي) مـن أقواله إلى
القول: بأنه أصبح بناءً على ذلك من الواجب نبذ كل نظرية إيمانية على الإطلاق - هنا
نقول له: إن هذه النتيجة من تلك المقدمة هي الفكرة الطوباوية الناشئة عن الكراهية
والعاطفة لا عن الدراسة الموضوعية) ( )
قال آخر: صدقت.. إنه يدعو في محاضرته بصــراحــة للتمسك بالفكر الماركسي من
خلال الدعوة للأخذ بجانب الصواب الذي اكتشفه في النظرية الماركسية، فيقول: (وحين
يقول الماركسي: إن دراسة التاريخ الاجتماعي أصبحت علماً، ينبغي ألا نقول له أخطأت،
بل نقول له: هذا حق، وإذا اعتبر أن مظاهر الطبيعة قادرة على إعطائنا حقائق
موضوعية، عـلـيـنـا أن نراه تقـريــراً بأن آيــات الآفاق تعطي حقائق موضوعية،
ونزيد له أيضاً: بأن آيات الأنفس كذلك تعطي حـقــائق موضوعية) ( )
هل رأيتم يا قوم في حياتكم جميعا هرطقة أعظم من هذه الهرطقة.. لو أن هذا
الرجل كان في عهد سلفنا الأول، وملوكنا الصالحين العادلين، وخصوصا المتوكل منهم،
لقطع لسانه كما قطع لسان ابن السكيت..
قال آخر متحسرا: إن سكوتنا نحن عن هذا وأمثاله هو الذي جرأهم على الدين..
ولو أننا انتهجنا معهم منهج سلفنا الصالح لما قامت لهم قائمة، ولدخلوا جحورهم
مثلما دخل المعتزلة في جحورهم في عهد سلفنا الأول.
قال آخر: كف عن حزنك يا أخي.. فما باليد حيلة.. لقد كان لهم ملوك عادلون،
وخلفاء صالحون، أتاحوا لهم قمع المبتدعة، أما نحن الآن.. فأنتم تعلمون أن هذه
الهيئات