من جزاء في الدنيا إلا أن يقتلوا أو يصلبوا.. وترمى رؤوسهم في المزابل.
قال آخر: صدقت.. فكل المالكية الذين أعرفهم كما وصفت.. ولو عاشوا في عهد
أميرنا العظيم خالد القسري لضحى بهم كما ضحى بالجعد بن درهم.
الشافعية:
بعد أن أفرغ الجمع كل أحقادهم وأمراض نفوسهم على المالكية، قام المندوب،
وقال: لا بأس.. أرى أن هذا الرجل لم يعجبكم أيضا.. ولذلك لكم أن تختاروا بين رجلين
فقط.. فلم يبق في جعبتي غيرهما..
قالوا: فمن أولهما؟
ذكر لهم اسمه، وقال: هذا عالم جليل، وله الخبرات المختلفة في المجالات
الكثيرة، وأظن أنه سيكون أحسن ممثل للإسلام في هذا المحفل الدولي الكبير.. فأرجو
أن تتنازلوا وتقبلوه.
قام أحدهم، وقال: ويل لك.. أتريد أن تفرض علينا الشياطين ليمثلونا.. هذا رجل
أفاك لا يختلف عن سابقيه.. فهو أشعري المذهب، صوفي المشرب.. فكيف تريد منا أن نزكي
زنديقا هذه صفته.
قال آخر: وهو قد ورث فوق ذلك كثيرا من الرفض والتشيع عن إمامه الشافعي الذي
اتهمه سلفنا الصالح بالرفض.. بل أقر هو نفسه بذلك، فقال:
إن كان رفضاً حب آل محمد فلشهد الثقلان أني رافضي
قال آخر: صدقت.. فالإقرار سيد الأدلة.. وقد نقل شيخنا الذهبي موافقته الشيعة
في عدة مسائل فقهية خطيرة كالجهر بالبسملة والقنوت في صلاة الصبح والتختم