غضبت عندما وصف رسول الله بهذا، قلت: الذي أعرفه أن نبينا جاء ليتمم مكارم الأخلاق، ولم يأت بما تزعمه.
قال: أرى فيك لوثة من لوثات الكفر.. لا تخف سأقلعها منك.. ولو بقلع جمجمتك.
تحسست رقبتي، وامتلأت رعبا من حديثه، لكني تجرأت، وقلت( ): أخبرني: هل
الشيعة والصوفية وغيرهم ممن ذكرت أسوأ أم المنافقين في عهد النبي أم أقل سوءا؟
قال: الشيعة والصوفية وغيرهم ممن ذكرت أسوأ من المنافقين.
قلت: فأين مكانهم يوم القيامة.. هل هو مع المنافقين؟ أم مع من هم شر منهم؟
قال: ما داموا أكثر ضلالا من المنافقين فهم في المحل الذي يكون فيه هؤلاء؟
قلت: ولكن الله تعالى ذكر محل المنافقين، فقال: ﴿إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: 145]،
وليس هناك أسفل من الدرك الأسفل، لأن الأسفل على صيغة أفعل..
لم يجد ما يجيبني به، فأطمعني ذلك، فرحت أقول بكل جرأة: إن قلت: أنهم في
الدرك الأسفل من النار، فهم من المنافقين، وليسوا أسوأ منهم.. وإن قلت: إنهم في
درك أعلى، فهم أحسن حالا من المنافقين.. وإن قلت: إنهم في درك أسفل من درك
المنافقين تكون قد خالفت القرآن الكريم الذي اعتبر درك المنافقين هو أسفل الدركات.
صوب النظر إلي جيدا، ثم قال: أنت تعلم أني لا أطيق هذه الترهات التي تنطق
بها.. لكن ما الذي تريده من قولك هذا؟
قلت: لا بأس.. فقط أردت أن أسألك عن سنة النبي في التعامل مع المنافقين