اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 374
سفيان بن سعيد
الثوري: حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عز وجل به، فإذا وقفت بين يدي الله تبارك
وتعالى وسألني عنه. فقال لي: «من أين أخذت هذا؟» قلت: «يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان
الثوري، وأخذته عنه فأنجو أنا وتؤاخذ أنت». فقال: يا شعيب هذا توكيد وأي توكيد، اكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، من قال غير
هذا فهو كافر، والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا
يجوز القول إلا بالعمل، ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية، ولا يجوز القول والعمل والنية
إلا بموافقة السنة. قال شعيب: فقلت له: يا أبا عبد الله وما موافقة السنة؟ قال: تقدمة
الشيخين أبي بكر وعمر، يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى تقدم عثمان وعليا على من بعدهما،
يا شعيب بن حرب لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين
شهد لهم رسول الله وكلهم من قريش، يا شعيب بن حرب لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى المسح
على الخفين دون خلعهما أعدل عندك من غسل قدميك، يا شعيب بن حرب ولا ينفعك ما كتبت حتى
يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من أن تجهر بهما.. يا شعيب
لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد ماضيا إلى يوم القيامة،
والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل. قال شعيب: فقلت لسفيان: يا أبا عبد الله: «الصلاة
كلها؟» قال: لا، ولكن صلاة الجمعة والعيدين، صل خلف من أدركت، وأما سائر ذلك فأنت مخير،
لا تصل إلا خلف من تثق به، وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة، يا شعيب بن حرب إذا وقفت
بين يدي الله عز وجل فسألك عن هذا الحديث فقل: يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان بن سعيد
الثوري ثم خل بيني وبين ربي عز وجل)[1]