اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 375
وهكذا نلاحظ
في كل الكتابات السلفية سواء من المتقدمين أو المتأخرين، فهم يرون أنهم في الأصول
والفروع من أصحاب الحق المطلق، ومن خالفهم فهو ضال مبتدع، أو كافر مرتد، ويبنون
على هذا الكثير من الأحكام الخطيرة.
البينة الثانية:
قال القاضي:
وعيت هذا.. فما البينة الثانية ؟
قال الكوثري:
لم يكتف ابن تيمية باعتبار نفسه وطائفته أصحاب الحق المجرد، بل راح يفتي ويكتب
الكتب الكثيرة التي تجعل من الأمة جميعا ـ ما عدا طائفته ـ كفرة ومبتدعة ومنحرفين،
وهو ما لا نزال نرى آثاره الخطيرة إلى اليوم.
قال القاضي:
هذا خطير.. فهل من أدلة عليه؟
قال الكوثري:
كل كتب ابن تيمية مشحونة به.. فيستحيل على من قرأ كتب ابن تيمية وتأثر بها أن يبقى
سليم الصدر على المسلمين.. كيف هو يراهم جميعا جهمية ومعطلة وحلولية وملاحدة..
ومن أقواله
في ذلك ـ وهو يتحدث عن العلاقة بين الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، ويدخل معهم طبعا
الماتريدية ـ: (من رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرا نافذا وعرف حقيقة مأخذ
هؤلاء علم قطعا أنهم يلحدون فى أسمائه وآياته وأنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل
به رسله، ولهذا كانوا يقولون ان البدع مشتقة من الكفر وآيلة اليه ويقولون: إن
المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة، وكان يحيى بن عمار يقول
المعتزلة الجهمية الذكور والأشعرية الجهمية الاناث ومرادهم الأشعرية الذين ينفون
الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب الابانة الذى صنفه الاشعرى فى آخر عمره
ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة لكن مجرد الانتساب الى الأشعرى
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 375