responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 372

يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ﴾ [غافر: 35]، ومن ﴿الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [الشورى: 16] وقد يبين ذلك بالقياس العقلي الصحيح الذي لا ريب فيه - وإن كان ذلك ظاهرا بالفطرة لكل سليم الفطرة - فإنه متى كان الرسول أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأقومهم قولا وحالا: لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداء به أفضل الخلق)[1]

فهذا الكلام الخطير من ابن تيمية، والذي ادعى فيه احتكار أهل الحديث للسنة النبوية، بل اعتبرهم الفرقة الناجية الوحيدة، هو نص في تكفير كل المخالفين.. وقوله (أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل) وحده كاف في بيان تكفير ابن تيمية الجماعي للأمة جميعا ما عدا سلفه.

وابن تيمية بهذا النص يحمل أتباعه على مراجعة تراث السلف ممن يسمون أنفسهم أهل الحديث، وهو تراث ممتلئ بتزكية الطائفة واحتقار من عداها، بل تكفيره وتضليله.

التفت القاضي إلي، وقال: ما تقول أنت في هذا؟

قلت: صدق سيدي القاضي، فإن ابن تيمية يشيد بالكثير من أعلام السلف الذين يعتبرون أنفسهم الممثلين الوحيدين للدين، ولا يقبلون أي مخالف لهم.. ولهذا ورث كل تلاميذه هذه الخصلة من الغرور والكبرياء، فهم يرددون كل حين ما ذكره سلفهم ابن بطة: (من لم يكن معنا فهو علينا)[2]

وهم لهذا وضعوا قيودا كثيرة تميز المسلم من غيره، لم يرد بها الدليل لا من الكتاب ولا من السنة المطهرة.. وكمثال على ذلك ما قاله أبو محمد الحسن البربهاري، وهو من كبار


[1] الفتاوى (4/140)

[2] الإبانة الكبرى، ج2، ص 474.

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست