responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 363

وهكذا يتعامل ابن تيمية مع التاريخ بمثل ما تعامل مع السنة بمزاجيته التي تجعله يقبل ما يشاء له هواه، ويرفض ما يشاء.

المثال الثالث:

قال القاضي: وعيت هذا.. فهات المثال الثالث.

قال الميلاني: المثال الثالث موقفه من خلافة علي، ورده كل ما حصل فيها من فتن إليه، وكأنه هو من أشعل نيران الفتن، لا من سعى لإطفائها، والحفاظ على الدين الذي راح الطلقاء وأبناء الطلقاء يتلاعبون به، فقد قال مقارنا بين الفترة التي تولاها الإمام علي والفترة التي سبقته: (..من المعلوم لكل من عرف سيرة القوم أن اتفاق الخلق ومبايعتهم لأبي بكر وعمر وعثمان، أعظم من اتفاقهم علي بيعة علي.. وكل أحد يعلم أنهم اتفقوا على بيعة عثمان أعظم مما اتفقوا على بيعة علي. والذين بايعوا عثمان في أول الأمر أفضل من الذين بايعوا علياً، فإنه بايعه علي وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعبدالله بن مسعود والعباس بن عبد المطلب وأبي بن كعب، وأمثالهم، مع سكينة وطمأنينة بعد مشاورة المسلمين ثلاثة أيام، وأما علي فإنه بويع عقيب قتل عثمان والقلوب مضطربة مختلفة، وأكابر الصحابة متفرقون)[1]

وهكذا.. وبعد أن شكك في البيعة التي حصلت له راح يعتبره سببا في كل ما حصل للأمة في عهده من اضطراب، فقال: (من المعلوم بالضرورة أن حال اللطف والمصلحة التي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة، أعظم من اللطف والمصلحة الذي كان في خلافة علي زمن القتال والفتنة والافتراق، فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم، وحصل لــه سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلا علي وحده، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي


[1] منهاج السنة النبوية (1/ 534)

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست