اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 362
بطلا في كل
المعارك التي خاضها مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
حتى أن كبار المشركين قتلوا على يديه.
قال القاضي: هذا
من المعلوم بالضرورة.. ولا تزال مجتمعاتنا تردد هذا، وتعترف به.
قال الميلاني:
وقد آلم هذا ابن تيمية كثيرا، فراح يدفعه بكل الوسائل.. فقد قال تعليقا على قول العلامة
الحلي ـ عند ذكره لفضائل الإمام علي، والتي أهلته للإمامة ـ: (إنه كان أشجع الناس،
وبسيفه ثبتت قواعد الإسلام، وتشيدت أركان الإيمان، ما انهزم في موطن قط): (أما
قوله: إنه كان أشجع الناس، فهذا كذب، بل كان أشجع الناس رسول اللهa)[1]
وهذه إجابة
عجيبة.. فالحلي لم يكن يقصد أن الإمام علي أشجع من النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
وكيف يقصد ذلك.. وهو يردد كل حين أن عليا ليس سوى ثمرة طيبة من ثمار التربية
النبوية.. لكن ابن تيمية يغالط بمثل هذه الأغلوطات، ليشوه الإمام علي في نفوس
المسلمين باعتباره منافسا لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
لا ثمرة من ثماره الطيبة.
ولم يكتف
بهذا، بل راح يغير مفهوم الشجاعة المرتبط بالمعارك، لأنه لم يجد في تاريخ أحد من
الصحابة من يعدل عليا في شجاعته وجهاده.. فقال: (وإذا كانت الشجاعة المطلوبة من
الأئمة شجاعة القلب، فلا ريب أن أبا بكر كان أشجع من عمر، وعمر أشجع من عثمان وعلي
وطلحة والزبير.. وكان يوم بدر مع النبي في العريش)[2] ولم يكتف بهذا، بل راح يكذب كل الأدلة
التاريخية التي تثبت الأدوار الكبرى التي قام بها الإمام علي في مواجهة المعتدين
على المسلمين، سواء في (غزاة بدر) و(أحد) و(الأحزاب) و(خيبر) و(حنين) وغيرها[3].. وفي المقابل أنكر كل ما ورد من الأدلة
التاريخية على فرار الكثير من الصحابة بل كبارهم في الغزوات المختلفة..