responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284

وروى الحاكم والبيهقي عن أُمّ علقمة أنّ امرأة دخلت بيت عائشة، فصلّت عند بيت النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وهي صحيحة، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت. فقالت عائشة: الحمد لله الذي يحيي ويميت. إنّ في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر رقد في مقيل له قاله، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات[1].

إن هذه النصوص وغيرها تدلّ دلالة واضحة على أنّ ما نسبه ابن تيمية إلى السلف الصالح لا يستند إلا إلى محض الهوى والمزاجية الأموية التي ورثها من مروان بن الحكم وإخوانه من بني أمية.

ولهذا فإن عامة من ردوا على ابن تيمية في هذه المسألة يستدلون له بما ورد عن السلف فيها، ومنهم الحصني الذي قال في كتابه الذي رد فيه على ابن تيمية (دفع شبه مَن تشبّه وتمرّد): (أمّا الدعاء عند القبر فقد ذكره خلق، ومنهم الإمام مالك وقد نصّ على أنّه يقف عند القبر، ويقف كما يقف الحاج عند البيت للوداع ويدعو، وفيه المبالغة في طول الوقوف والدعاء، وقد ذكره ابن المواز في الموازية، فأفاد ذلك أنّ إتيان قبر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم والوقوف عنده والدعاء عنده من الأُمور المعلومة عند مالك، وأنّ عمل الناس على ذلك قبله وفي زمنه، ولو كان الأمر على خلاف ذلك لأنكره، فضلاً عن أن يفتي به، أويقرّ عليه.. وقال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلّم على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر، لا إلى القبلة، ويدعو ويسلّم،ولا يمسّ القبر بيده.. وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله السامري في كتاب (المستوعب) في باب زيارة قبر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (وإذا قدم مدينة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يستحب له أن يغتسل لدخوله، ثم يأتي مسجد رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ويقدّم رجله اليمنى في الدخول... إلى أن يقول: ثم ذكر كيفية السلام والدعاء وأطال، ومنه: اللهم إنّك قلت في كتابك... وذكر دعاء


[1] المستدرك: 4 / 475 ـ 476 ; شعب الإيمان: 7 / 256، برقم 10222..

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست