اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 283
فقد روى
الدارمي عن أوس بن عبد الله، قال: قُحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة
فقالت: انظروا قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فاجعلوا منه كُوّاً إلى السماء، حتى لا
يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمُطرنا مطراً، حتى نبت العشب، وسمنت
الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمّي عام الفتق[1].
وروى ابن
حبّان والطبراني بإسناد صحيح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: رأيت أُسامة..
ورأيته يصلّي عند قبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فخرج مروان بن الحكم، فقال: تصلّي عند
قبره؟ قال: إنّي أُحبّه. فقال له قولاً قبيحاً، ثم أدبر. فانصرف أُسامة فقال
لمروان: إنّك آذيتني، وإنّي سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يقول: (إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش، وإنّك فاحش متفحّش)[2]
أرأيت – سيدي القاضي – كيف أنّ المسلمين بصفاء قلوبهم كانوا يقصدون قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالصلاة والدعاء لديه، وأنّ الظلمة من الأمويين
وعلى رأسهم مروان بن الحكم كانوا يمنعون من هذا العمل.. هل رأيت – سيدي القاضي – صدق ما ذكرناه لك عن علاقة ابن تيمية بالفهم الأموي للدين، والمؤسس على
الحقد على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، بناء على النعرات
الجاهلية.
ليس ذلك فقط
ما ورد من الآثار، فقد روى الحاكم في مستدركه وصحّحه (ووافقه الذهبي)، عن داود بن
أبي صالح قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته،
فقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري، فقال: جئت
رسول الله ولم آت الحجر. سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله)