اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 285
طويلاً، ثم قال: وإذا أراد الخروج عاد إلى القبر
فودّع)[1]
وعقد النووي
في مناسكه وغيره فصلا في زيارة قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
قال فيه: (فإذا صلّى تحيّة المسجد أتى القبر، فاستقبله واستدبر القبلة على نحو
أربعة أذرع من جدار القبر، وسلّم مقتصداً لا يرفع صوته)، وذكر كيفيّة السلام، ثم
قال: (ويجتهد في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف)
بل قد ورد عن
أهل الحديث الذين يعظمهم ابن تيمية، ويقصر السنة عليهم ما يدل على ما هو أكبر من
ذلك، فقد كانوا يأتون قبور الأولياء والصالحين وأهل البيت الطاهرين ويدعون عندهم.
ومنها ما
رواه الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الرضا عن الحاكم في تاريخ نيسابور قال: وسمعت
أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر
بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى
زيارة قبر علي بن موسى الرضا(عليه السلام) بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن
خزيمة ـ لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا)[2]
وقال ابن
حبّان، وهو يتحدّث عن زياراته لقبر الإمام الرضا: قد زرتُه مراراً كثيرةً، وما
حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جدّه
وعليه، ودعوت الله إزالتها عنّي، إلاّ استجيب لي، وزالت عني تلك الشدّة، وهذا شيء
جربته مراراً فوجدته كذلك[3].
شد الرحال:
[1] دفع
الشبه عن الرسول والرسالة (أو دفع شبه من تشبّه
وتمرد):201ـ202.