(الجهمية
كفار) وقال البربهاري: (الجهمي كافر ليس من أهل القبلة) وقال الدارمي: (وأي فرق
بين الجهمية وبين المشركين حتى نجبن عن قتلهم وإكفارهم)[1]
ثم ذكر
النتيجية التي وصل إليها، فقال: (فالحق الذي لا مرية فيه أن الأشاعرة جهمية،
والجهمية كفار غير مسلمين، وأن المشرك الجاهل بالتوحيد منكر صفات الربوبية
والألوهية لا يسمى مسلما ولو كان جاهلا او متأولاً، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل
السنة، ومن خالف في هذه المسألة فلا اعتبار بخلافه لأنه يعد ناقضا للإجماع، والحمد
لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)[2]
وبناء على
أهمية ما ذكره في هذه الرسالة، ودلالتها على أنه يستحيل على أي سلفي صادق في
سلفيته أن يتوقف عن التكفير، أو يتوقف فيه، فسأذكر بعض ما ذكره هنا للدلالة على أن
التراث السلفي أعظم خزان للتكفير.
فقد مهد بعد
المقدمة بتمهيد عنونه بـ [تمهيد بوجوب تكفير الأشعرية]، قال فيه: (اعلم أن مدار
الرسالة يقف على أمرين: الأول: أن الأشاعرة وقعوا في مكفرات عديدة لم يختلف أحد من
أهل السنة في تكفير فاعلها وقائلها ومعتقدها، وسنأتي بها على وجه التفصيل مع كلام
أهل العلم.. الثاني: وجوب تكفير من كفره الله من الواقعين في فعل ينقض إيمانهم،
ومنهم الجهمية وأتباعهم الأشاعرة الذين أجمع السلف على وجوب تكفيرهم بأعيانهم
وكفروا من لم يكفرهم)[3]
فهاتان
مقدمتان منطقيتان، وكلاهما مما يمتلئ التراث السلفي بالدلالة عليهما.. وقد ساق
الكاتب الكثير من النصوص الدالة على وجوب التكفير، وحرمة التوقف عنه