وقد قدم لرسالته
هذه بقوله: (هذا كتاب في تكفير الأشاعرة الجهمية، وبيان قول أهل العلم فيهم،
وتحقيق إجماع السلف على كفرهم، والرد على من زعم خلاف ذلك، كما وفيه بيان أن من
أنكر صفات الله العقلية التي لا تقوم ربوبيته ولا تصح ألوهيته إلا بها كالعلم
والقدرة والعلو والكلام والسمع والبصر ونحوها كافر لا يعذر بجهل أو تأويل، وعليه
فمن علم منه عبادة غير الله كدعاء الأموات والحكم بغير ما أنزل الله أو إنكار
ربوبية الله أو صفاته التي لا يكون الله تعالى ربا إلا بها والتي هي من لوازم
ألوهيته وربوبيته فإنه يحكم بكفره ولا يعذر بجهله وتأوله ومن مات على هذه العقيدة
فهو مشرك لا يترحم عليه)[1]
ثم صرح بأن
البحث العلمي في التراث السلفي هو الذي دفعه إلى هذا القول دفعا، فقال: (هذا وإني
كنت سابقاً لا أقول بتكفير الأشاعرة والماتريدية كما في كتابي نقض عقائد الأشاعرة
تبعا لما رأيته من الكلام المنسوب للإمام ابن تيمية، وكنت أقول قديماً أن العذر
بالجهل والتأويل في الشرك وإنكار الصفات خالف فيه بعض أهل السنة وكنت أخطئهم وذلك
على أن المسألة خلافية وليس الأمر كذلك، فلما تأملت في الأدلة وكلام السلف رجعت من
هذا القول وتبرأت منه ولا أحل أحدا أن ينقله عني أو ينسبه لي)[2]
ثم ذكر قدوته
وسلفه في ذلك، فقال: (ولي في ذلك أسوة وهو الإمام أحمد حين قال عن الجهمية: (كنت
لا أكفرهم حتى قرأت آيات من القران)[3].. وأدعو من يخالف في المسألة إلى التبصر
في الأدلة والاقتداء بمنهج السلف في تكفيرهم وعد إعذارهم، قال البخاري: (وإني
لأستجهل من لا يكفر الجهمية إلا من لا يعرف كفرهم) وقال أحمد: