اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 9
أصبح خليطا
من المقدس والمدنس والهوى والحقيقة؟
والتساؤل
الذي يأتي بعد هذا عن علاقة هذا التراث بالعقل، وخاصة العقل الحديث الذي كشفت له
الكثير من المعارف والعلوم التي لم يكن يتسنى للسلف الأول الاطلاع عليها، وهل
يستطيع التراث السلفي ـ وخاصة وهو يقحم أنفه في كل شيء ـ أن يصمد أمام هذا الواقع
العلمي، أم أنه سينهار، كما انهارت نظريات بطليموس أمام علم الفلك الحديث؟
والتساؤل
الذي يأتي بعد هذا .. وهو من أهم التساؤلات .. هو عن نوع الشخصية التي يشكلها من
يتقوت من هذا التراث.. وهل هي شخصية علمية عقلانية قرآينة ممتلئة بالأدب والتواضع،
أم أنها شخصة مشحونة بالأحقاد، تخلط التدين بكل الأمراض النفسية والعقد العصبية،
ولا تستطيع أن تنسجم مع واقعها، ولا تستطيع أن تتعايش معه؟
هذه هي
التساؤلات الكبرى التي يحاول هذا الكتاب أن يجيب عليها، كما تحاول هذه السلسلة
جميعا [الدين .. والدجل] أن تجيب عليها.
وقد قسمنا
الكتاب بحسب أقسام التراث السلفي إلى سبعة أقسام، كل قسم يتناول صنفا من أصناف
العلوم الكبرى التي اهتم بها السلفية وصنفوا فيها.
ونحب في هذه
المقدمة أن نجيب باختصار على شبهة قد تعرض لمن يقرأ هذا الكتاب، وخاصة لمن يطلع
على سعة التراث السلفي، فيتعجب عن كيفية عرض هذا التراث ونقده في هذه الصفحات
المحدودة.. والجواب على ذلك من وجوه:
أولها: أن
التراث السلفي مع كثرته وسعته ممتلئ بالتكرار.. فكل سلفي يكرر سلفه ويعيد إحياءه
من جديد، إما بهيئته التي ظهر بها أول مرة، أو ببعض النفخ فيه ليتحول إلى شخص مقدس،
بعد أن كان شخصا عاديا.. فابن خزيمة مثلا كان في عصره عالما كسائر العلماء، ومحدثا
كسائر المحدثين.. لكن من بعده حوله إلى
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 9