responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8

الله -تعالى- مدة سنين من صدره أيامَ الجُمَع، وكان يتوقَّد ذكاءً، وسماعاته من الحديث كثيرة، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى، وحفظه للحديث ورجاله وصحيحه وسقيمه مما لا يُلحق فيه، وأما نقله للفقه ولمذاهب الصحابة والتابعين، فضلاً عن المذاهب الأربعة، فليس له نظير، وأما معرفتُه بالملل والنِّحَل، والأصول والكلام، فلا أعلم له فيه مثيلاً، ويدري جملةً صالحة من اللغة، وعربيَّتُه قوية جدًّا، وأما معرفته بالتاريخ والسير فعجبٌ عجيب)[1]

ويذكرون قول تلميذه ابن عبدالهادي: (وللشيخ رحمه الله من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل وغير ذلك من الفوائد ما لا ينضبط، ولا أعلم أحداً من متقدمي الأئمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع، ولا صنّف نحو ما صنّف ولا قريباً من ذلك)[2]

هذه مجرد أمثلة ونماذج عن اجتهاد السلفية سلفهم وخلفهم في التأليف في كل المجالات المعرفية.. وهو مما لا يمكن أن ينازعهم فيه أحد، فالمكتبات مليئة بكتبهم، والمواقع الإلكترونية المختصة بكتب التراث لا تكاد تعرف غير آثارهم، ومثل ذلك الكتب الحديثة، فهي من الكثرة بحيث لا يمكن إحصاؤها أو التقليل من شأنها.

ولكن المشكلة التي نريد طرحها في كتابنا هذه ليست في الكم، وإنما في الكيف.. فهل هذه الكتب أو هذا التراث العريض الذي يفخرون به، والذي يزعمون ارتباطه بالكتب والسنة، بل يزعمون أنه لا يمكن أن يفهم الكتاب والسنة إلا من خلاله، ينتسب حقا للكتاب والسنة، وأنه شرح لهما، وتفصيل لمجملهما، وكشف لغامضمها، أم أنه ليس سوى اجتهادات بشرية أثرت فيها البيئة والثقافة والعادات والتقاليد، وأنه بذلك


[1] انظر: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ص 26.

[2] العقود الدرّية في بعض مناقب ابن تيمية، ص37..

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست