وقد قال الذهبي مستحسنا ما حصل من قتله: (كان أحمق طياشا منحلا، أحسن
العلماء في فتوى قتله وأصابوا)[2]
هذه مجرد أمثلة عن الذي تم قتلهم بالفعل.. أما الذين هددوا، أو
قضوا حياتهم فارين من بلد إلى بلد، فلا يعدون ولا
يحصون في نفس الوقت الذي كان يتربع فيه محدثو السلفية وأمامهم عشرات آلاف المحابر، يلقون إليهم ما رووه عن أبي هريرة وكعب الأحبار ووهب
بن المنبه وغيرهم من الخرافات المرتبطة بتفسير حقائق الكون.
وقد ذكر شهاب
الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)
تلك المعاناة التي كان يعانيها من يهتمون بالفلسفة أو العلوم الكونية في الأندلس، فقال: (وكل العلوم لها
عندهم حظ واعتناء، إلا الفلسفة والتنجيم، فإن لهما حظّاً عظيماً عند خواصهم، ولا يتظاهر بهما خوف العامة، فإنّه
كلّما قيل فلان يقرأ الفلسفة أو يشتغل بالتنجيم أطلقت عليه العامة اسم زنديق، وقيدت عليه أنفاسه، فإن
زلّ في شبهة رجموه بالحجارة أو حرقوه قبل أن يصل أمره للسلطان، أو يقتله السلطان تقرباً لقلوب العامة، وكثيراً ما يأمر ملوكهم بإحراق كتب هذا الشأن إذا
وجدة، وبذلك تقرب المنصور بن أبي عامر لقلوبهم
أول نهوضه وإن كان غير خالٍ من الاشتغال بذلك في الباطن على ما ذكره الحجاري)[3]
وقد أشاد
الأكاديمي السلفي بهذا التحريض الذي كان يمارسه سلفه على العلماء، معترفا في نفس الوقت بالسلبيات التي انجرت عن ذلك
التحريض، فقال: (ولاشك
أن