اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 370
السرخسي هذا
فاسد الدين[1].. وقيل: بل قتله لاتهامه
بالزندقة والنفاق، فروي أنه قال للخليفة: (قد بعتُ كتب الفلسفة والنجوم والكلام، وما عندي سوى كتب الفقه والحديث)، فلما انصرف قال الخليفة: (والله
إني أعلم أنه زنديق، فعل ما زعم رياء)[2]
وقد قال
الأكاديمي السلفي تعليقا على هذه الجريم والتفسيرات المرتبطة بها: (تلك هي أشهر التفسيرات التي قيلت في سبب قتل الخليفة
المعتضد للسرخسي، وهي مرتبطة بانحراف سلوكه واعتقاده، ولعلها ساهمت كلها في قتله) [3]
ومنها قتل الفيلسوف الصوفي عبد الله عين
القضاة الهمداني (ت 520 هـ) الذي قتله وزير يُعرف بأبي القاسم، وذلك أنه التقط من تصانيف عين القضاة ألفاظا شنيعة
ينبو عنها السمع، ويُحتاج إلى مراجعة قائلها فيما أراد بها؛ ثم عمل الوزير محضرا وأخذ فيه خطوط جماعة من العلماء، بإباحة دمه بسبب تلك الألفاظ، فقبض
عليه وحمله مقيدا إلى بغداد،
ثم أرسله إلى همدان وصلبه
بها سنة 520هـ. ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن هذا
الرجل قُتل مظلوما، قتله الوزير لمجرد أنه صادق أحد أعدائه، وإلا لو قتل بسبب شرعي لنوظر واستتيب[4].
ومنها قتل الفيلسوف
الإشراقي الكبير الشهيد شهاب الدين السهروردي (ت 587هـ)، الذي
أفتى علماء حلب بقتله، فوافقهم على فتواهم الملك الظاهر بن صلاح
الدين الأيوبي، ثم جاءه أمر من والده صلاح الدين يأمره
بقتله لما بلغه فساد عقيدته