اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 368
السلام على
الحاضرين، ويقول: العنوا
من كتبها ومن يعتقدها، فيصيح العوام باللعن حتى تعدى إلى جده
الشيخ عبد القادر الجيلاني. ثم وجد محاكموه في بعض كتبه مخاطبة كوكب
زُحل، بقوله: (أيها
الكوكب المنير أنت مدبر الأفلاك،
وتحي وتُميت وأنت إلهنا)، فقالوا له: أهذا خطك؟ قال:
بلى، كتبته
لأرد على قائله ومن يعتقده. فأمر الوزير بإحراق كتبه، من بينها: كتب الفلسفة والسحر
وعبادة النجوم، ورسائل إخوان الصفا. وأدخل هو السجن مدة ثم أُفرج عنه بعد استتابته [1].
هذا ما حصل
من حرق لكتب الفلاسفة بما اشتملت عليه من علوم كونية في المشرق، أما في المغرب، فقد
ذكر الأكاديمي السلفي من الحوادت المرتبطة بذلك[2]: أن الحاجب أبا عامر بن أبي عامر الأندلسي (ت 393 هـ)
لما آلت إليه مقاليد الحكم الأموي بالأندلس عمد إلى خزانة كتب الخليفة المُتوفى: الحكم المستنصر، وأخرجها
وفرز منها كتب الفلسفة، وكانت كثيرة جدا، فأحرق
منها مجموعة وطمر أخرى بمشهد من العلماء، فعل ذلك تقبيحا
للخليفة الحكم المُغرَم بجمع كتب الفلسفة[3]. وقيل
أن سبب إحراقه لها رغبته في التقرّب إلى العوام، مع
اشتغاله هو بها شخصيا في الخفاء[4].
ومنها أن السلطان المرابطي أبا الحسن علي
بن يوسف ين تاشفين (ت 537هـ) كان شديد الكره للفلسفة وعلم الكلام، فأمر بحرق كتبهما ومعها كتب الشيخ أبي حامد الغزالي، لما فيها من كلام وفلسفة، وتوعّد
بالقتل لمن يُخفي تلك الكتب[5].