اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 367
المختلفة
المرتبطة بها، وذلك في كتاب بعنوان [مقاومة أهل السنة
للفلسفة اليونانية][1]
فمن تلك
المواقف حرق كتب الفلسفة ومنع بيعها، وقد ذكر
الأكاديمي السلفي لذلك ثلاثة حوادث بالمشرق الإسلامي أُحرقت فيها كتب الفلسفة[2]:
أولها أن
السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي (ت 421ه) لما ملك مدينة الري، أحرق كتب الفلاسفة والنجوم والاعتزال [3].. مع العلم أن المراد بالنجوم، علم
الفلك.. وكتب الفلاسفة تعني كل أصناف كتبهم
الرياضية والطبيعية والمنطقية والأخلاقية وغيرها.
والثانية أنه
لما تولى الطبيب المتفلسف أبو الوفاء بن المرخم (ت555هـ) قضاء بغداد، وأساء السيرة في الرعية، أمر
الخليفة العباسي المستنجد بالله بالقبض عليه سنة 555هـ، فاستُصفيت
أمواله، وأخذت منه كتبه، وأُحرق
منها ما كان في علوم الفلسفة،
كرسائل إخوان الصفا، وكتاب الشفاء لابن سينا وما يشاكلهما، وأُدخل ابن المرخم السجن فمات فيه[4].
والثالثة أنه
عندما أُتهم المتفلسف الركن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الجيلاني البغدادي
(ت 611 ه) بالتعطيل ـ أي بتنزيه الله ـ واعتقاد عقيدة الفلاسفة، جمع الوزير ابن يونس البغدادي الحنبلي (ت 593 هـ)
كتبه وعقد له محاكمة حضرها أعيان الناس، وفيها كان الطبيب
أبو بكر بن المارستانية (ت 599 هـ) يقرأ بعض كتب عبد
[1] العنوان الكامل للكتاب: مقاومة أهل
السنة للفلسفة اليونانية -خلال العصر الإسلامي، ق:2-13ه- للدكتور خالد كبير علال،
حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر.