responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338

اعتمادي)، ثم أخرج الخليفة الاعتقاد القادري الذي كتبه والده القادر بالله، تأييدا وموافقة لمذهب أبي يعلى الفراء[1]، وهو اعتقاد يعجب به السلفية كثيرا لأنه يرضي نزواتهم التجسيمية.

ويعلق الأكاديمي السلفي على هذا الانتصار العظيم الذي نصرهم الله به، بقوله: (ويُعد هذا الاحتجاج أول محاولة جماعية علنية معروفة، قام بها الأشاعرة، انتصارا لمعتقدهم، ووقوفا في وجه الحنابلة وأهل الحديث، الذين وجدوا الدعم المطلق من الخليفة العباسي القائم بأمر الله.. لكن هذه التسوية لم يرض بها الأشاعرة-رغم تظاهرهم بها-، فأظهروا احتجاجهم مرة أخرى على نفس الكتاب سنة 445هـ، فتدخل الخليفة القائم مرة أخرى وعقد اجتماعا للمتنازعين بدار الخلافة، حضره القضاة والأعيان، وتم الصلح بين الطرفين المتنازعين، وأُعلن إن القرآن كلام الله تعالى، وإن الصفات تُمر كما جاءت، وخرج القاضي أبو يعلى مرة أخرى منتصرا[2].. وإعلانهم هذا هو رد على الأشعرية وإن لم يُسمها، فقولهم إن القرآن الكريم كلام الله، يعني إنه ليس هو حكاية ولا عبارة عنه، على حد قول الأشعرية، وقولهم (إن أخبار الصفات تُمر كما جاءت)، يعني إنها لا تُؤوّل على طريقة الأشاعرة، وإنما تُثبت على ظاهرها بلا تشبيه. وواضح أيضا إن هذا الصلح هو أيضا لم يرض به الأشاعرة، لكنهم أُجبروا على قبوله والتظاهر به، لأن الاجتماع لم يكن في صالحهم ورد عليهم. وهو أيضا- أي الصلح- لم يضع حدا للأزمة العقيدية القائمة بين أهل الحديث والأشاعرة، مما يعني مزيدا من المصادمات والفتن)[3]


[1] أبو الحسين بن أبي يعلى: طبقات الحنابلة، ج 2 ص: 197، 198 .

[2] طبقات الحنابلة،، ج 2 ص: 198.

[3] الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل الحديث، ص18.

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست