اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 337
وسأنقل هنا
نصوصا تاريخية لبعض الصراع الذي حصل بين المتكلمين المنزهين، والسلفية المجسمين، وحتى
لا أتهم بالتحيز، فإني سأنقل الأحداث كما ذكرها باحث
أكاديمي من النمط الذي يحاول أن يجمع جهده بين السلفية والأكاديمية.. فيزين تلك الأباطيل السلفية ببعض الزخارف الأكاديمية [1].
أما النص
الأول، فقد صور فيه كيف انتصرت الطائفة المجسمة المنصورة
على الطائفة المنزهة المخذولة،
وكيف استطاع أبو يعلى الفراء
الحنبلي البغدادي(ت 458هـ) وكتابه التجسيمي الخطير [إبطال
التأويلات] أن ينتصر على ما كتبه المتكلم المنزه أبو بكر بن فورك الأصبهاني الأشعري (ت406هـ) الذي صنف
كتابا في تأويل النصوص المتشابهة،
سيرا على نهج المتكلمين.
وقد اتهمه
الأشاعرة كما هو واضح في كتابه بتجسيم الله تعالى وتشبيهه بمخلوقات، وكان ذلك سنة 429هـ [2].
ثم تجدد
النزاع في سنة 432هـ، وجرت بينهما مناقشات حول ما جاء في كتاب أبي يعلى، وكثر
حوله الكلام، فتدخل الخليفة القائم بأمر الله (422-467هـ)، وطلب الكتاب ليطّلع عليه، فقرأه
ورده لمؤلفه، وأمر بعقد اجتماع للنظر فيما حدث بين
المتنازعين من خصام، فاجتمع الفقهاء ودرسوا المسألة وناقشوها، وانتهوا إلى تأييد القاضي أبي يعلى الفراء، وكتبوا في ذلك محضرا نصروه فيه، كان في مقدمتهم الزاهد أبو الحسن القزويني (ت 442هـ)، كتب فيه: (هذا قول أهل
السنة، وهو اعتقادي، وعليه
[1] وذلك من كتاب [الأزمة العقيدية بين
الأشاعرة وأهل الحديث - خلال القرنين:5-6 الهجريين- مظاهرها، آثارها، أسبابها،
والحلول المقترحة لها] للباحث الدكتور خالد كبير علال - حاصل على دكتوراه دولة في
التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر -.
[2] الكامل في التاريخ، وابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 6 ص: 54.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 337