اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 326
والفلسفة
تعليما وتعلما وهل المنطق جملة وتفصيلا مما أباح الشارع تعليمه وتعلمه والصحابة
والتابعون والأئمة المجتهدون والسلف الصالحون ذكروا ذلك أو أباحوا الاشتغال به أو
سوغوا الاشتغال به أم لا، وهل يجوز أن يستعمل في إثبات الأحكام
الشريعة الاصطلاحات المنطقية أم لا وهل الأحكام الشرعية مفتقرة إلى ذلك في إثباتها
أم لا وما الواجب على من تلبس بتعليمه وتعلمه متظاهرا به ما الذي يجب على سلطان
الوقت في أمره وإذا وجد في بعض البلاد شخص من أهل الفلسفة معروفا بتعليمها
وإقرائها والتصنيف فيها وهو مدرس في مدرسة من مدارس العلم فهل يجب على سلطان تلك
البلاد عزله وكفاية الناس شره)[1]
فأجاب بقوله: (الفلسفة رأس السفه والانحلال ومادة الحيرة والضلال
ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة
المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة، ومن
تلبس بها تعليما وتعلما قارنه الخذلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان، وأي فن أخزى من فن يعمي صاحبه أظلم قلبه عن نبوة
نبينا k كلما ذكره ذاكر وكلما غفل عن ذكره غافل مع انتشار
آياته المستبينة ومعجزاته المستنيرة حتى لقد انتدب بعض العلماء لاستقصائها، فجمع منها ألف معجزة وعددناه مقصرا إذا فوق ذلك
بأضعاف لا تحصى فإنها ليست محصورة على ما وجد منها في عصره (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
بل لم تزل تتجدد بعده (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر، وليس
الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين
والأئمة المجتهدين والسلف الصالحين وسائر من يقتدي به من أعلام الأئمة وسادتها
وأركان الأمة وقادتها قد برأ الله الجميع من مغرة ذلك وأدناسه وطهرهم من أوضاره..