اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 324
الشيطان) و(الصواعق
المرسلة على الجهمية والمعطلة)،
وغيرها، وخلاصة فكرته في هذا ـ والتي يتبناها السلفية جميعا، ويرددونها كل حين ليمنعوا أتباعهم من النظر العقلي أو
التفكير المنطقي ـ هي أن من كيد الشيطان على المتكلمين المنزهة (وتحيله على
إخراجهم من العلم والدين: أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله
ظواهر لفظية لا تفيد اليقين،
وأوحى إليهم أن القواطع
العقلية والبراهين اليقينية فى المناهج الفلسفية، والطرق
الكلامية، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من
مشْكاة القرآن، وأحالهم على منطق يونان، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العريَّة عن
البرهان، وقال لهم: تلك
علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان، ومرت عليها
القرون والأزمان، فانظر كيف تلطف بكيده ومكره حتى أخرجهم من
الإيمان والدين، كإخراج الشعرة من العجين)[1]
وهو يردد
بفخر وجزم ما يردده السلفية من قدرة شيخهم على نقض المنطق، فيقول: (وزعم أرسطو وأتباعه أن المنطق ميزان المعانى، كما أن العروض ميزان الشعر، وقد
بين نظار الإسلام فساد هذا الميزان وعوجه، وتعويجه
للعقول، وتخبيطه للأذهان. وصنفوا
فى رده وتهافته كثيرا. وآخر من صنف فى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، ألف فى رده وإبطاله كتابين، كبيرا، وصغيرا، بين فيه تناقضه
وتهافته وفساد كثير من أوضاعه)[2]
وقد عبر عن
موقفه هذا في قصيدته التي يحفظها السلفية، ويعتنون
بها كثيرا[3]:
وعجبا لمنطق اليونان
***
***
كم فيه من إفك ومن بهتان
مخبّط لجيد الأذهان
***
***
ومفسد لفطرة الإنسان
مضطرب الأصول والمباني
***
***
على شفا هار بناه الباني