اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 286
ومع ذلك لم
يذكر أي علاقة لنصيرالدين بذلك مع أنه ألّف كتابه هذا بعد الحادثة بسنة واحدة، أي سنة 657 تاريخ تأليف كتاب الحوادث الجامعة.
ولعل من
أسباب حنق ابن تيمية عليه بالإضافة إلى تشيعه هو اهتماماته العلمية الكثيرة
بالرياضيات والفلك وغيرها، والتي كان السلفية ولا زالوا يقفون منها
موقفا متشددا.
فقد ذكر محمد
بن شاكر في كتابه (فوات الوفيات) أن للطوسي مؤلفات قيمة في الرياضيات، ولعل كتاب (شكل القطاع) أجلها، فهو كتاب وحيد في نوعه ترجمه الغربيون إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وبقي قروناً عديدة مصدراً لعلماء أوروبا يستقون منه معلوماتهم في المثلثات الكرية والمستوية، وقد اعتمد عليه (ريجيو مونتانوس) كثيراً عند وضعه
كتاب المثلثات، ونقل عنه (عن كتاب شكل القطاع) بعض البحوث
والموضوعات.
وقد أحكم
الطوسي ترتيب موضوعات هذا الكتاب وتبويب نظرياته والبرهنة عليها، ووضع كل هذا في صورة واضحة لم يسبق إليها، والطوسي أول من استعمل الحالات الست للمثلث القائم
الزاوية، وقد أدخلها في كتابه الذي نحن الآن بصدده، ومن يطالع هذا الكتاب يجد فيه ما يجده في أحسن الكتب
الحديثة في المثلثات.
وله كتاب (تحرير إقليدس) الذي أظهر فيه براعة فائقة ولاسيما عند البحث في بعض القضايا التي تتعلق بالمتواليات.
وفي كتاب (التذكرة) أدخل الطوسي بعض الأعمال الهندسية فقد برهن المسألة الآتية: دائرة تمس أخرى من الداخل قطرها ضعف الأولى، تحركتا في اتجاهين متضادين وبانتظام بحيث تكونان
دائماً متماستين وسرعة الدائرة الصغيرة ضعف سرعة الدائرة الكبرى، برهن على ان نقطة الدائرة الصغرى تتحرك على قطر
الدائرة الكبرى.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 286