اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 285
وعاصروها لم يذكروها مع كونهم من الثقاة
لدى السلفية.
فممن عاصر
الحادثة الشيخ ابن الفوطي الحنبلي البغدادي (المتوفى 723 هـ)، والذي ترجم له الذهبي قائلاً: (ابن
الفوطي العالم البارع المتفنّن المحدّث المفيد، مؤرخ
الافاق، مفخر أهل العراق، كمال
الدين أبوالفضائل عبدالرزاق بن أحمد بن محمّد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي، مولده في المحرّم سنة 642 ببغداد، وأُسر في الوقعة وهو حَدَث ـ أُسر في الوقعة: وقعة بغداد ـ ثمّ صار إلى أُستاذه ومعلّمه خواجة نصير
الدين الطوسي في سنة 660، فأخذ منه علوم الأوائل، ومهر على غيره في الأدب، ومهر
في التاريخ والشعر وأيام الناس،
وله النظم والنثر، والباع الأطول في ترصيع تراجم الناس، وله ذكاء مفرط، وخط
منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، سمع
الكثير، وعني بهذا الشأن)[1]
وقال صاحب
فوات الوفيات ابن شاكر الكتبي:
(الشيخ الامام المحدّث
المؤرّخ الاخباري الفيلسوف)[2]
أمّا ابن
كثير، فقد قال عنه: (الامام
المؤرّخ كمال الدين ابن الفوطي أبوالفضل عبدالرزاق، ولد
سنة 642 ببغداد، وأُسر في واقعة التتار، ثمّ تخلّص من الأسر، فكان
مشرفاً على الكتب بالمستنصريّة،
وقد صنّف تأريخاً في خمس
وخمسين مجلّداً، وآخر ـ أي كتاباً آخر ـ في نحو عشرين، وله مصنّفات كثيرة، وشعر
حسن، وقد سمع الحديث من محي الدين ابن الجوزي، وتوفي في ثالث المحرّم في السنة التي ذكرناها)[3]
فهذا المؤرّخ، بشهادة أعلام السلفية ومؤرخيهم شاهد الحادثة، وهو إمام مؤرّخ معتمد، وله
كتاب الحوادث الجامعة الذي تعرّض فيه لسقوط بغداد على يد هولاكو،