اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 284
ونحن لا
ندافع هنا عن ابن العلقمي، ولا عن غيره.. ولكنا
نتعجب من تلك العقول الممتلئة بالأحقاد، فلذلك تصدق كل ما
يردها من دون تحليل ولا تحقيق ولا ورع.
ثم لا تكتفي
بالتعامل مع الحادثة، وكأنها حادثة فردية، بل تعممها على طائفة كبيرة محترمة، فإذا ما ذكر المخالف لهم قائدا أو حاكما أو وزيرا
سنيا قام بخيانة في وقت من الأوقات ذكروا له أن ذلك الوزير لا يمثل إلا نفسه.. فكيف يستقيم أن يمثل الوزير السني نفسه فقط، بينما يمثل الوزير الشيعي جميع الشيعة في كل زمان
ومكان؟
هذا مجرد
مثال وقريب منه مثال العلامة الكبير نصير الدين الطوسي الذي راح ضحية الأكاذيب
والتضليلات السلفية الكثيرة،
والتي تدل الحقائق التاريخية
على عكسها تماما.
فقد قال ابن
تيمية عنه: (هذا الرجل قد اشتهر عند الخاص والعام
أنّه كان وزيراً الملاحدة الباطنية الاسماعيليّة في الالموت، ثمّ لمّا قدم الترك المشركون إلى بلاد المسلمين، وجاؤوا إلى بغداد دار الخلافة، كان هذا منجّماً مشيراً لملك الترك المشركين هولاكو، أشار عليه بقتل الخليفة وقتل أهل العلم والدين، واستبقاء أهل الصناعات والتجارات الذين ينفعونه في
الدنيا، وأنّه استولى على الوقف الذي للمسلمين، وكان يعطي منه ما شاء الله لعلماء المشركين وشيوخهم
من البخشية السحرة وأمثالهم.
وأنّه لمّا بنى الرصد الذي
بمراغة على طريقة الصابئة المشركين، كان أبخس الناس
نصيباً منه من كان إلى أهل الملل أقرب، وأوفرهم نصيباً
من كان أبعدهم عن الملل، مثل الصابئة المشركين ومثل المعطلة وسائر
المشركين)[1]
هذا كلام ابن
تيمية عنه، ولسنا ندري من أين نقله لأن كل الذين
عايشوا الحادثة،