اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 283
الأهواز التي
كانت خاضعة للخليفة مباشرة! قال الذهبي: (وقد
أرسله المستعصم إلى خراسان إلى هولاكو ثم رجع وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في
جيش عظيم، فلم يستعدوا للقائه! ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ إلى خورستان
من يسلمها، فنفذ شرف الدين هذا بخاتم الخليفة فتوجه
مع جماعة من المغول وعرفهم حقيقة الحال)[1]، ومع
كل ذلك ظل(الخليفة)مستغرقاً في خمره حتى عندما أحاط جيش هولاكو بقصره وأصابت
سهامهم راقصته، فكان جوابه أن قال: قتلوا راقصتي فكثِّفوا الستائر، قال ابن كثير: (وأحاطت
التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين
يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه وكانت مولَّدَةً
تسمى عَرَفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي
ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً! وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب: إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول
عقولهم)! فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الإحتراز
وكثرة الستائر(الجُدُر) على دار الخلافة)[2] )[3]
هذا هو
الخليفة السني المنشغل بالراقصة في تلك الأيام الشديدة، والذي
أقام السلفية الدنيا من أجله،
واعتبروا كل الشيعة خونة
بسبب ذلك الوزير المسكين الذي ابتلي بالوزارة في دولة العابثين والراقصين
والماجنين، وكأنه هو الذي حال بين الخليفة وبين
صيرورته زعيما حقيقيا، أو صيرورة قادة الجند أبطالا شجعانا.. لكن العقل السلفي يقبل كل شيء، ويكذب على كل شيء.