اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 282
فتح هولاكو
تلك القلاع أرسل رسولاً آخر إلى الخليفة وعاتبه على إهماله تسيير النجدة، فشاوروا الوزير فيما يجب أن يفعلوه فقال: لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبار ببذل الأموال
والهدايا والتحف له ولخواصه.
وعندما أخذوا في تجهيز
مايُسَيِّرونه من الجواهر والمرصعات والثياب والذهب والفضة والمماليك والجواري
والخيل والبغال والجمال، قال الدويدار الصغير وأصحابه: إن الوزير إنما يدبر شأن نفسه مع التاتار وهو يروم
تسليمنا إليهم فلا نمكنه من ذلك!
فأبطل الخليفة بهذا السبب
تنفيذ الهدايا الكثيرة، واقتصر على شئ نزر لا قدر له، فغضب هولاكو وقال: لا
بد من مجيئه هو بنفسه أو يسيِّر أحد ثلاثة نفر: إما
الوزير وإما الدويدار وإما سليمان شاه. فتقدم الخليفة
إليهم بالمضي فلم يركنوا إلى قوله، فسيَّر غيرهم مثل
ابن الجوزي وابن محيي الدين،
فلم يُجديا عنه)[1]
وقال الذهبي: (وفي
سنة خمس(655)سار هولاكو من همدان قاصداً بغداد، فأشار
ابن العلقمي الوزير على الخليفة ببذل الأموال والتحف النفيسة إليه، فثناه عن ذلك الدويدار وغيره وقالوا: غرض الوزير إصلاح حاله مع هولاكو فأصغى إليهم وبعث
هدية قليلة مع عبد الله بن الجوزي فتنمر هولاكو، وبعث
يطلب الدويدار وابن الدويدار وسليمان شاه فما راحوا، وأقبلت
المُغُل كالليل المظلم. وكان الخليفة قد أهمد حال الجند وتعثروا
وافتقروا وقطعت أخبازهم، ونظم الشعر في ذلك! فلا قوة إلا بالله)[2]
يقول الكوراني تعليقا على هذا النص: (فلماذا يتعامى أتباع الخلافة عن حقيقة أن مركز
القرار والميزانية كانا بيد الخليفة وبطانته، ويضعون
المسؤولية على شيعي مدني لايملك القرار؟! ولماذا
لايُدينون الخليفة البخيل المنهار الذي عرف أن المغول قصدوا العراق فأرسل معتمده
محتسب بغداد الفقيه السني ابن الجوزي الى هلاكو ليسلمه