اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
مؤيد الدين
الوزير عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية متنزهاً
مترفعاً. قيل إن بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه
هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار، فلما
وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة، وقال: إن صاحب الموصل قد أهدى لي هذا واستحييت منه أن أرده
إليه، وقد حملته وأنا أسأل قبوله فَقَبل. ثم إنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئاً من لطائف
بغداد قيمته اثنا عشر ألف دينار،
والتمس منه ألا يهدي إليه
شيئاً بعد ذلك! وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه
ويحسدونه! وكان الخليفة يعتقد فيه ويحبه وكثروا عليه
عنده فكفَّ يده عن أكثر الأمور ونسبه الناس إلى أنه خامر(تآمر مع هولاكو) وليس ذلك
بصحيح)[1].
بل قد ورد في
الروايات التاريخية أن ابن العلقمي حاول إنقاذ الخلافة فمنعوه، ذلك أنه عندما اقتربت حملة المغول استشار الخليفة
وزيره ابن العلقمي فأشار عليه أن يرسل الى طاغيتهم هولاكو هدايا وفيرة، ويطمئنه بأنه يعترف به سلطاناً كالسلطان البويهي
والسلجوقي، ليعترف هولاكو بالخليفة ولا يهاجم بغداد! وقد اقتنع الخليفة بهذا الرأي وأمرهم فباشروا بتهيئة
الهدايا والرسل، لكن القائد السني الدويدار وبقية البطانة
استكثروا الهدية ومنعوا الخليفة من إرسالها فأطاعهم، وأحبطوا
بذلك محاولة إنقاذ الخلافة، كما ذكر ابن العبري ذلك، فقال: (وفيها في شهر
شوال رحل هولاكو عن حدود همذان نحو مدينة بغداد، وكان
في أيام محاصرته قلاع الملاحدة قد سيَّر رسولاً إلى الخليفة المستعصم يطلب منه
نجدة، فأراد أن يسيِّر ولم يقدر، لم يمكنه الوزراء والأمراء وقالوا: إن هولاكو رجل صاحب احتيال وخديعة وليس محتاجاً إلى
نجدتنا، وإنما غرضه إخلاء بغداد عن الرجال فيملكها
بسهولة. فتقاعدوا بسبب هذا الخيال عن إرسال الرجال! ولما