اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 280
النظم، خبيراً بتدبير الملك ولم يزل ناصحاً لمخدومه حتى وقع
بينه وبين حاشية الخليفة وخواصه منازعة فيما يتعلق بالأموال والإستبداد بالأمر
دونه، وقويت المنافسة بينه وبين الدويدار الكبير
وضعف جانبه حتى قال عن نفسه:
وزيرٌ رضي من بأسه وانتقامه بِطَيِّ
رُقاعٍ حشوُها النظمُ والنثرُ
كما تسجع الورقاءُ وهي حمامةٌ وليس لها نهيٌ يطاعُ ولا أمرُ)[1]
لكن ابن كثير
السلفي المتعصب لم يستسغ هذا،
فراح يضع كل شيء في عنق ابن
العلقمي، فقال: (فأحاطوا
ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم وبقية الجيش كلهم قد
صرفوا عن إقطاعاتهم، حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب
المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم، ويحزنون على الإسلام وأهله! وذلك
كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي)[2]
يقول
الكوراني تعليقا على هذا النص:
(فاعجب لتعصبهم على ابن
العلقمي الذي لم يكن يملك شيئاً من القرار، وتبرئتهم
للمجرمين الحقيقيين الخليفة المستنصر والمستعصم وقادة الجيش الأتراك الذين أصروا
على حل الجيش، وفرضوا خليفة ضعيفاً يطيعهم في استمرار حل
الجيش وتوفير ميزانيته، بينما كان خطر المغول واضحاً للعيان)[3]
وقد شهد ابن الطقطقي المعاصر لهم بنزاهة
ابن العلقمي وبراءته، قال: (وكان