اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 287
ولهذا يعترف
(سارطون) في كتابه (مقدمة لتاريخ العلم) بأن الانتقاد الذي وضعه نصير الدين للمجسطي يدل على عبقريته وطول باعه في
الفلك ويتضح من مؤلفاته في الهيئة
أنه أضاف إليها إضافات مهمة، فقد تمكن من إيجاد مبادرة الاعتدالين ومن استنباط براهين جديدة لمسائل فلكية عويصة، كما حاول أن يوضح بعض النظريات، لكنه لم يوفق في تبسيطها وهذا هو السبب في كثرة
الشروح التي وضعها علماء المسلمين والعرب لأزياجه ورسائله، ويتبين
من مؤلفاته أنه انتقد كتاب المجسطي، وأنه اقترح
نظاماً جديداً للكون أبسط من النظام الذي وضعه بطليموس، ويؤكد
(سارطون) أن هذا الانتقاد يدل على عبقرية وطول باع في الفلك، وهو في الواقع خطوة تمهيدية للإصلاحات التي تقدم بها (كوبر نيكس) في ما بعد
[1].
وأحب قبل أن
أختم هذا العنوان أن أشيد بباحث سعودي متحرر هو أ.
د. سعد
بن حذيفة الغامدي أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية في كلية الآداب قسم التاريخ جامعة الملك سعود الذي رد
على الكثير من الأوهام التي يتعلق بها السلفية هذا الجانب، وذلك
في كتابه (سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام)، والذي نال بسببه حظه من النقد والطرد والحرمان السلفي
الذي لا يفرق في الطرد بين المسائل العقدية والتاريخية.. ولو
أن الذي صنفوا الكتب الأولى في العقائد عادوا إلى الوجود لوضعوا قصة ابن العلقمي
والطوسي من ضمن العقائد التي يكفر جاحدها.. ولو
عاش علماء الجرح والتعديل ورأوا أهمية سيف بن عمر وغيره من الكتبة الكذبة لحولوه
ثقة عدلا ضابطا لا يتكلم فيه إلا مبتدع.
ومن أمثلة ذلك ما كبته سليمان بن صالح الخراشي في منتدى صيد الفوائد وردا
[1] انظر: إسهامات العلماء العرب
والمسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية، الدكتور محمود الحمزة، وغيره.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 287