اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 200
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وألا يكون في نفسه حرج أو ضيق من ذلك.. وقد
أحسن الزوج بإعفائه لحيته دون مبالاة بكونها جذابة أو غير جذابة. ولا يجوز للزوجة أن تطلب منه حلقها أو تقصيرها، وتأثم بذلك؛ لأنها دعوة إلى
المعصية ومخالفة الشرع. ونصيحتنا لها أن تتقبل هذا الأمر براحة
نفس وانشراح صدر، وأن تعلم أن امتثال أمر الشرع فيه الخير
والفلاح والنجاح، وأن من أطلق لحيته فهو متشبه بسيد ولد آدم
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وبالأنبياء
قبله، وبالصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل
الخير والفضل، فإن حلق اللحية لم يعرف إلا في الأزمنة
المتأخرة جدا. وإن مما يعينها على قبول هذا الأمر أن
تعلم أن الله يبتلي عباده بما شاء من السراء والضراء كما قال: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]، فإن كانت تنفر من اللحية، أولا
يعجبها مظهر زوجها بها: فلتصبر على ذلك، وهي
مأجورة إن شاء الله، وحسبها أن زوجها إنما أراد طاعة ربه
وامتثال أمره)
ومن أعاجيب
فتاواهم في هذا المجال اعتبارهم حلق اللحية من الكبائر مع كون ما ورد فيها من
الأدلة لا يدل على ذلك.. ومع كونهم يعتبرون الكثير من الكبائر
الحقيقة صغائر.. فقد سئل الشيخ ابن عثيمين: هل يعتبر حلق اللحية من الكبائر؟ فأجاب: (حلق اللحية من
الكبائر باعتبار إصرار الحالقين،
يعني أن الذين يحلقون لحاهم
يصرون على ذلك، ويستمرون عليه، ويجاهرون
بمخالفة السنة، فمن أجل ذلك صار حلق اللحى كبيرة من حيث
الإصرار عليه، أما الأحاديث الواردة في ذلك فقد أخبر
النبي(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنها
من الفطرة، أي أن إعفاء اللحى من الفطرة، وبناء على ذلك يكون مَنْ حلقها مخالفاً لما فُطِرَ
الناس عليه. ثانياً: أخبر
النبي k أن حلق اللحية من هدي المجوس والمشركين، ونحن مأمورون بمخالفة المجوس والمشركين، بل وكل كافر لقول النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(مَنْ تشبه بقومٍ فهو منهم).. فالمسألة عظيمة فنحن نخاطب جميع إخواننا المسلمين أن
يتقوا الله عز وجل، وأن يتمسكوا بهدي النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) حتى
يؤجروا على ذلك، ويحصل لهم مع طيب
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 200