اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 148
وكما أن كل
عقيدة تحتاج إلى تفاصيل وفروع،
فقد وضع السلفية الكثير من
الفروع لهذه العقيدة الجديدة،
ومنها عقيدة وجوب السكوت عن
تلك الحروب المستعرة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الناس، لأن كل الذين كانوا يحاربون كانوا يستعملون سيوفهم
فقط، أما قلوبهم فقد كانت ممتلئة بالطهارة
والنبل والصفاء.. فقد رروا وعن شهاب بن خراش قوله: (أدركت
من أدركت من صدر هذه الأمة وهم يقولون: اذكروا مجالس
أصحاب رسول الله e ما تألف عليه
القلوب، ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم
الناس) [1]
ويقول ابن حجر بجرأة عجيبة: (واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من
الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب
إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرا
واحدا وان المصيب يؤجر أجرين)[2]
وهكذا أصبح
القاتل الظالم المحرف لدين الله مأجورا على ذلك رغم أنف كل الأحاديث المطهرة التي
تحذر من تلك الفتنة العظيمة التي حولت دين الله إلى دين البشر.
ومن تلك
العقائد عقيدة التفاضل بين الصحابة.. فلا يحل لأحد
عند السلفية أن يختار من يشاء من الصحابة، ويعطيه
المزيد من المحبة، بل عليه أن يعطيهم من المحبة بحسب ما
تمليه العقيدة السلفية، فقد رووا أن الإمام أحمد سئل عن رجل ذكر
أنه يحب أصحاب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ولا يفضل بعضهم على بعض، فقال: (السنة أن يفضل
أبا بكر وعمر وعثمان وعلي من الخلفاء)[3]