responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

 

وكل ما ذكروه في هذه الناحية مخالف للقرآن الكريم.. ومخالف لرؤية الفطرة الطاهرة للإنسان الكامل.. ومخالف فوق ذلك لحياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الممتلئة بالعفاف والزهد والانشغال بالله عما سواه.

وحتى نؤكد ما ذكرنا، وحتى لا يصبح ما نسبناه للسلفية مجرد دعوى، فسنذكر هنا ثلاثة نماذج عن أنبياء الله، وعلاقتهم بالنساء في الرؤية السلفية..

والأنبياء الثلاثة هم ـ حسب الترتيب التاريخي: يوسف، وداود، وسليمان.. وقد سبق أن ذكرنا في كتابنا [رسول الله.. والقلوب المريضة] ما ذكروه من هذه الناحية في حياة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).

يوسف (ع):

مع أن يوسف (ع) يمثل في القرآن الكريم الكثير من القيم الإنسانية الرفيعة، التي تتناول الكثير من جوانب الحياة، والتي أشار إليها إخبار القرآن الكريم عند حديثه عن إعداده إعدادا خاصا، حيث ذكر اجتباءه من بداية حياته وصباه، وتعليمه من تأويل الأحاديث، وإتمام نعمته عليه.. إلا أن أهمها جميعا، أو أصلها جميعا هو تلك الروح الطاهرة الممتلئة بالعفاف، والتي صورها القرآن الكريم أحسن تصوير.

وأول تصوير لها هو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله ـ بعد ذكر حادثة الإغواء التي تعرض لها ـ ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف: 24]، فقد علل الله تعالى تلك القوة التي استطاع أن يواجه بها الإغراء بكل جوانبه بكونه من المخلَصين.

فالمخلَصون هم أولئك الطاهرون الذين تخلصوا من رق أنفسهم وشهواتهم، وصاروا أحرارا بعبوديتهم لله وحده، ولذلك لا يستطيع أي شيء في الدنيا ولا في الآخرة أن يأسرهم، بعد أن فنوا في محبوبهم الأول، واستغرقوا في رحلتهم إليه.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست