responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 50

معرفة المتكلمين، والمتكلمون يعرفونه واجب الوجود، خالقا،، صانعا، واحدا، حيا، سميعا، بصيرا، عليما، مريدا، قادرا، قديما، باقيا، مخالفا للحوادث .. والصوفية بعد أن يعرفونه كذلك يشهدون كذلك، فالفرق بينهما كالفرق بين معرفة الله بالنظر فى آثاره، ومعرفته (كأنك تراه)، وطريق معرفة الصوفية خاصة عند محققى أهل الحق)[1]

بناء على هذا، فإن المعرفة الصوفية معرفة تنزيهية متوافقة مع الرؤية الكونية القرآنية، وليس من فرق بينها وبين تنزيه المتكلمين إلا أن تنزيه المتكلمين تنزيه علمي معرفي، وتنزيه الصوفية تنزيه ذوقي عرفاني.

وقد اتفق الصوفية على هذا التنزيه الذي أشار إليه الشيخ أبو الحسن الشاذلي في قوله: (إنا لننظر إلى اللّه ببصر الإيمان و الإيقان فأغنانا عن الدليل و البرهان، و إنا لا نري أحدا من الخلق، فهل في الوجود أحد سوي الملك الحق؟ و إن كان و لا بد فكالهباء في الهواء إن فتشتهم لم تجدهم شيئا)

وأشار إليه ابن عطاء الله في (لطائف المنن)، فقال: (و من أعجب العجب أن تكون الكائنات موصلة إلى اللّه! فليت شعري، هل لها وجود معه حتى توصل إليه؟ أو هل لها من الوضوح ما ليس له حتى تكون هي المظهرة له؟ و إن كانت الكائنات موصلة له فليس ذلك لها من حيث ذاتها، لكن هو الذي ولاها رتبة التوصيل، فوصلت، فما وصل إليه غير إلهيته، و لكن الحكيم هو واضع الأسباب، و هي لمن وقف معها و لا ينفذ إلى قدرته عين الحجاب فظهور الحق أجلى من كل ما ظهر، إذ هو السبب في ظهور كل ما ظهر و ما اختفى إلا من شدة ما ظهر، و من شدة الظهور الخفاء)[2]

وأشار إليه ابن عطاء الله، فقال: (كيف يتصوّر أن يحجبه شي‌ء و هو أقرب إليك من كلّ


[1] القول السديد فى علم التوحيد، الشيخ محمود أبو دقيقة: 1/ 60.

[2] نقلا عن: إيقاظ الهمم فى شرح الحكم، ص: 81.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست