responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51

شي‌ء؟)

وهم يروون في هذا عن الإمام علي قوله: (الحق تعالى ليس من شي‌ء و لا في شي‌ء و لا فوق شي‌ء و لا تحت شي‌ء، إذ لو كان من شي‌ء لكان مخلوقا، و لو كان فوق شي‌ء لكان محمولا، و لو كان في شي‌ء لكان محصورا، و لو كان تحت شي‌ء لكان مقهورا)[1]

ويروون أنه قيل له: يا ابن عم رسول اللّه (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أين كان ربنا أو هل له مكان؟ فتغير وجهه و سكت ساعة ثم قال: (قولكم أين اللّه سؤال عن مكان، و كان اللّه و لا مكان، ثم خلق الزمان و المكان، و هو الآن كما كان دون مكان و لا زمان)

وهكذا نجد كتب الصوفية مملوءة بتنزيه الله وتعظيمه إلى الدرجة التي يعتبرون فيها الشعور بمثلية وجودهم لوجود الله شركا، وقد قال في ذلك الشيخ أبو مدين:

الله قل وذر الوجود وما حوى ***   *** ان كنت مرتادا بلوغ كمال
فالكل دون الله ان حققته ***   *** عدم على التفصيل والاجمال
واعلم بأنك والعوالم كلها ***   *** لولاه في محو وفي اضمحلال
من لا وجود لذاته من ذاته ***   *** فوجوده لولاه عين محال
فالعارفون فنوا بأن لم يشهدوا ***   *** شيئا سوى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالكا ***   *** في الحال والماضي والاستقبال
فالمح بعقلك او بطرفك هل ترى ***   *** شيئا سوى فعل من الافعال
وانظر الى علو الوجود وسفله ***   *** نظرا تؤيده بالاستدلال
تجد الجميع يشير نحو جلاله ***   *** بلسان حال او لسان مقال
هو ممسك الاشياء من علو الى ***   *** سفل ومبدعها بغير مثال

وقال:


[1] نقلا عن: إيقاظ الهمم فى شرح الحكم، ص: 82.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست