responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 49

إيش هذا معك؟ فأعطيته إياه، فقال: ويحك! تدع علم الخِرَق وتأخذ علم الوَرَق؟! ثم خرَق الأوراق ومنعني أن أتابع)

وقال أبو سعيد الكندي: (كنت أنزل رباط الصوفية وأطلب الحديث في خفية، وفي يوم سقطت مني محبرة من كمي، فرآها صوفي، فقال: ويحك! استر عورتك)

وكان أبو يزيد البسطامي يقولون للمحدثين الذين انشغلوا بالرواية: أنتم أين عِلمكم؟) فيقولون: مِن فلان عن فلان عن فلان عن النبي، فيقول: أين هم؟ ماتوا كلّهم، فيقول: ما هذا العلم الذي يؤخذ من أموات؟! نحن علمنا أخذناه من الحي الذي لا يموت.

وطبعا فإن مراد الصوفية من كل هذا ليس النهي عن الحديث المجرد، فقد كانوا من أكثر الناس رواية للحديث النبوي.. وكتبهم مشحونة به.. ولكن تحذيرهم كان عن ذلك الحشو الذي مال إليه المحدثون، وملأوا به ما يسمونه كتب التوحيد والسنة وأصول الدين.

ومثلما حذر الصوفية من علم الحديث الذي امتلأ بالحشو، حذروا من علم الكلام الذي امتلأ بالجدل، وقد ذكر الشيخ محمود أبو دقيقة كلاما طيبا في الفرق بين المنهج الكلامي والمنهج الصوفي في المعرفة، فقال: (مقصود الصوفية بمعرفة الله تعالى غير مقصود المتكلمين بمعرفته، والصوفية لا ينكرون معرفة المتكلمين بل يزيدون عليها، ومعرفة الصوفية من مرتبة، ومعرفة المتكلمين من مرتبة أخرى، فمعرفة الصوفية إحسانية، ومعرفة المتكلمين إيمانية، فاخلتفا مرتبة.. ومعرفة الصوفية قلبية، ومعرفة المتكلمين عقلية فاختلفا وسيلة.. ومعرفة الصوفية عمل، ومعرفة المتكلمين علم.. ومعرفة الصوفية شهود، ومعرفة المتكلمين اعتقاد.. ومعرفة الصوفية تبدأ من القلب وتنتهى إلى الجوارح الظاهرة والباطنة فأثرها عملى، ومعرفة المتكلمين تبدأ من العقل وتنتهى إلى القلب فأثرها علمى.. ومعرفة الصوفية لله، غير معرفة المتكلمين بل وبعدها. فالصوفية بعد أن يقرون بمعرفة المتكلمين ليتحققوا بمرتبة الإيمان، يزيدون عليها بمعرفته من جهة الإحسان، فمعرفة الصوفية بعد

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست