responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48

شهوة البطن والفرج وما يتبعهما من حب الدنيا وشهواتها الفانية .. الثاني: تخلّقه بأخلاق الشياطين كالكبر والحسد والحقد والغضب والحدة وهي القلق، والبطر وهو خفة العقل، والأشر وهو التكبر، وحب الجاه والرياسة والمدح والقسوة والعطاء والفظاظة والغلظة، وتعظيم الأغنياء، واحتقار الفقراء، وكخوف الفقر وهم الرزق والبخل والشح والرياء والعجب، وغير ذلك مما لا يحصى حتى قال بعضهم: للنفس من النقائص ما للّه من الكمالات.. فإذا تخلّق العبد بهذه الأخلاق وتحقق بها ذوقا بعد أن تخلص من أضدادها، كان عبدا خالصا لمولاه حرّا مما سواه، وكان لندائه مجيبا، ومن حضرته قريبا فإذا قال له ربه: يا عبدي قال له: يا رب، فكان صادقا في إجابته لصدق عبوديته، بخلاف ما إذا كان منهمكا في شهواته الظاهرة والباطنة، كان عبدا لنفسه وشهواته، فإذا قال: يا رب كان كاذبا إذ من أحب شيئا، فهو عبد له وهو لا يحب أن تكون عبدا لغيره، وإذا تخلص من رق الشهوات والحظوظ، كان أيضا قريبا من حضرة الحق، بل عاكفا فيها، إذ ما أخرجنا عن الحضرة إلا حبّ هذه الخيالات الوهمية فإذا تحررنا منها وتحققنا بالعبودية وجدنا أنفسنا في الحضرة)[1]

وهذا الذي ذكره ابن عجيبة هو نفس ما يذكره القرآن الكريم عندما يربط الإيمان بالأخلاق والتقوى، كما يربط الجحود بمرض القلب وقساوته.

وبذلك فإن المنهج الصوفي من هذه الناحية منهج قرآني نبوي لا جدال فيه .. فبقدر صفاء القلب تزول أوهام الإلحاد والتشبيه والتجسيم ..

وبناء على هذا كان الصوفية يحذرون الأمة من بضاعة المحدثين الممتلئة بالحشو والتجسيم، لأنه لا يمكن أن يعرف الله حشوي مجسم.. وقد قال جعفر الخلدي: (لو تركني الصوفية لجئتكم بأسارير الدنيا وطلبت الحديث، لقد مضيت إلى عباس الدوري من علماء الحديث فكتبت عنه مجلسًا واحدًا، ثم خرجت من عنده فلقيني بعض الصوفية، فقالوا لي:


[1] إيقاظ الهمم فى شرح الحكم، ص: 114.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست