اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234
كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه آخر الألسنة
بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى)، ثم يقول: (فهذه الأحاديث
قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله)[1]
وقال أبو يعلى: (وكلَّمَ الله موسى تكليمًا من فيه – يعني من فمه – وناوله التوراة من يده إلى
يده)[2]
وهكذا قال كل أئمتهم بهذا، وهو نفس ما نجده في كتب اليهود، فقد ورد في سفر
أيوب (37/2-6): (اسمعوا سماعًا رعد صوته والرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات)
وليت السلفية اكتفوا بهذا، بل راحوا يعتبرون كل منكر لهذا جهميا معطلا
كافرا.. وهم يستدلون لذلك بما رواه عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه حيث قال: سألت
أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال: التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة
والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق؟ وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمى مبتدعا؟
فقال: (هذا يجانب وهو قول المبتدع، وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت
عائشة: تلا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ﴾ [آل عمران: 7]، فالقرآن ليس بمخلوق)[3]
وقال: (حدثني ابن شبويه، سمعت أبي يقول: (من قال شيء من الله عز وجل
مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه، ولا يصلى خلفه ويجعل ماله كمال
المرتد ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة أنه في بيت المال)، سألت أبي
رحمه الله قلت: إن قوما يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق، فقال: (هم جهمية وهم أشر ممن
يقف، هذا