اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 235
قول جهم، وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم)[1]
هذا نموذج عن موقفهم من المنزهة، والذين يعتبرونهم بهذا كفارا، وهم
يطبقون هذا على كل الأمة بمذاهبها المختلفة.. وحتى أعلامها الكبار لم ينجوا منهم..
بل إنهم يعتبرون مجرد السكوت أو التوقف عن التكفير كفرا.
وقد ذكر ابن سحمان في كشف الأوهام مواقف أعلام السلفية من تكفير من لم
يكفر الكافر، فقال ـ ذاكرا سؤالا طويلا وجه لبعض مشايخهم وجوابهم عليه ـ: (ما يقول
الشيخ ابن الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن في أناس تنازعوا فقال بعضهم
الجهمية كفار والذي ما يكفرهم كافر واستدلوا على ذلك بقول بعض العلماء من لم يكفر
المشركين أو شك في كفرهم فهو كافر، وقال الآخرون أما قولكم الجهمية كفار فهذا حق
إن شاء الله ونحن نقول بذلك وهو قول جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة كما ذكر
ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في
الكلام على أول باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات وكما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن
حسن أيضا في جوابه على شبهة الجهمي ابن كمال المذكور في مجموعة التوحيد وكما ذكره
ابن القيم رحمه الله في كتابه الكافية الشافية بقوله
(ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر
من العلماء في البلدان)
وأما قولكم: والذي ما يكفرهم كافر فهذا باطل مردود)[2]
وكان جوابه أن قال: (الجواب أن يقال: أولا هذه دعوى كاذبة خاطئة
فإنه لم ينقل عن أحد من العلماء المذكورين أو غيرهم عدم تكفير الجهمية البتة، ولا
أصل له في كلام أحد من العلماء إلا ما يحكى عن طائفة من أهل البدع أنهم لم يحكموا
بكفر المقلدين من جهال