responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232

والصوت.. لأن الحرف والصوت حادث، وهو ـ علميا ـ عبارة عن ذبذبات وموجات.. وهو فوق ذلك ضعف وقصور.. لأن من استطاع أن يوصل إليك ما يريده من غير حاجة إلى حرف وصوت يكون أكمل من الذي يحتاج إليهما.

لكن السلفية شبهوا كلام الله بكلام خلقه، فذكروا من أركانه الحرف والصوت، بل والنطق والسكوت، بل ذكروا الفم، وكل ما يقتضيه الكلام من آلات.. وأضافوا إلى ذلك كله أن كفروا كل من ينكر ذلك، ورموه بالتجهم والتعطيل، وأنه أكفر من اليهود والنصارى.

وقد ألفوا في ذلك الكتب الكثيرة، بل جعلوا هذه القضية [قضية كلام الله] من أمهات القضايا العقدية التي يصنف المؤمنون على أساسها حتى أن المتوقف اعتبروه ضالا منحرفا.

ومن خلال البحث عن مصادرهم في ذلك نجد أنها كتب اليهود التي تتملذ سلفهم عليها، فكما أن اليهود تنسب الصوت إلى الله تعالى، وتشبهه في ذلك بخلقه، كما جاء في سفر التثنية (5/26): (من جميع البشر الذي سمع صوت الله)، نجد السلفية ـ بلسان ابن تيمية ـ يقولون: (وجمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله، وقد تكلم به بحرف وصوت)[1]، ويقول ـ مفتريًا على موسى عليه السلام ـ: (إن موسى لما نودي من الشجرة: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) (طه:12) أسرع الإجابة وتابع التلبية وما كان ذلك منه إلا استئناسًا منه بالصوت وسكوناً إليه وقال: إني أسمع صوتك وأحسّ حسّك)[2]

ويقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى :(مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) (الشورى: 51) (يعني تكليما بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه ولا يرى شخصه)[3]


[1] مجموع الفتاوى: 5/556.

[2] شرح حديث النـزول، ص220.

[3] حاشية كتاب التوحيد، لابن خزيمة، ص 137.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست