responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 231

وترتعد مفاصلنا، وحالت ألواننا، ثم نجيء من بعد ذلك بالعقوبات، فسمي غضباً، فهذا كلام الناس المعروف، والغضب شيئان أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله جل جلاله، وكذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة)[1]

انطلاقا من هذا فسر جميع المنزهة باختلاف مدارسهم أسماء الله الحسنى .. فهي كلها حسنى، وكلها في منتهى الكمال، وكلها في منتهى الجمال.

يقول الغزالي في بيان معنى اسم الله الودود: (الودود: هو الذي يحب الخير لجميع الخلق، فيحسن إليهم، ويثني عليهم، وهو قريب من معنى الرحيم، لكن الرحمة إضافة إلى مرحوم، والمرحوم هو المحتاج والمضطر، وأفعال الرحيم تستدعي مرحوما ضعيفا، وأفعال الودود لا تستدعي ذلك، بل الإنعام على سبيل الابتداء من نتائج الود، وكما أن معنى رحمته سبحانه وتعالى إرادته الخير للمرحوم وكفايته له، وهو منزه عن رقة الرحمة، فكذلك وده إرادته الكرامة والنعمة وإحسانه وإنعامه، وهو منزه عن ميل المودة والرحمة، لكن المودة والرحمة لا تراد في حق المرحوم والمودود إلا لثمرتهما وفائدتهما، لا للرقة والميل، فالفائدة هي لباب الرحمة والمودة وروحهما، وذلك هو المتصور في حق الله سبحانه وتعالى دون ما هو مقارن لهما وغير مشروط في الإفادة)[2]

لكن المدرسة السلفية خالفت الأمة جميعا في ذلك، لأن التجسيم والتشبيه الذي صورت به الله كان له تأثيره الكبير في تجسيمهم وتشبيههم لأفعال الله.. وبذلك صار الله عندهم جسما بذاته وأفعاله.

ولهذا ملأوا كتبهم العقدية الخطيرة بإثبات الصفات الدالة على عجز الله وافتقاره وحاجته، فهم عند حديثهم عن كلام الله تعالى ـ مثلا ـ لا ينزهون الله عن الحاجة إلى الحرف


[1] نور الثقلين: 1/13.

[2] المقصد الأسنى (ص: 122)

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست