اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 223
51])، ومن تدبر هاتين الآيتين
ووفق لإدراك الصواب علم أنه ليس في واحدة من الآيتين ما يستحق الرمي بالفرية على
الله،كيف بأن يقول قد أعظم
الفرية على الله!)[1]
وبعد أن فند ـ حسب تصوره ـ ما استدلت به من الآيتين الكريمتين قال: (نقول كما قال معمر بن
راشد لما ذكر اختلاف عائشة وابن عباس في هذه المسألة: ما عائشة عندنا أعلم من ابن
عباس،نقول: عائشة الصديقة بنت
الصديق حبيبة حبيب الله عالمة فقيهة،كذلك ابن عباس ابن عم النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قد دعا النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) له أن يرزق الحكمة
والعلم وهذا المعنى من الدعاء،وهو المسمى ترجمان القرآن،وقد كان الفاروق يسأله عن بعض معاني
القرآن فيقبل منه وإن خالفه غيره ممن هو أكبر سناًّ منه وأقدم صحبة للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم
ابن عباس الفرية على الله،لأنه قد أثبت شيئاً نفته عائشة،والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة،وإن غلط بعض العلماء في
معنى آية من كتاب الله أو خالف سنةً أو سنناً من سنن النبي(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لم تبلغ المرء تلك السنن،فكيف يجوز أن يقال أعظم الفرية على الله من أثبت شيئاً لم
يبينه كتاب ولا سنة،فتفهموا
هذا لا تغالطوا)[2]
بعد هذا الخلاف، والذي مال فيه أكثر السلفية إلى طرف التجسيم والتشبيه،
اخترع الشيطان وأتباعه للطرف المنزه اختراعا ذكيا حولهم إلى صف إخوانهم بلباقة
وذكاء وفطنة.
وهذا الاختراع هو تحويل الرؤية من الرؤية الحسية إلى الرؤيا المنامية،
باعتبار أن رؤيا الأنبياء حق، كما ورد في النصوص المقدسة الكثيرة، وكما هو محل
اتفاق من الأمة.
قال ابن القيم، نقلا عن شيخه ابن تيمية: (قال شيخ الإسلام ابن
تيمية -قدس الله روحه-: وليس قول ابن عباس إنه رآه مناقضا لهذا ولا قوله رآه
بفؤاده وقد صح عنه أنه قال: (رأيت ربي تبارك وتعالى)، ولكن لم يكن هذا في الإسراء، ولكن كان في المدينة
لما احتبس