اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 222
الرؤية، والرواية هي ما حدث به مسروق قال: كنت متكئا
عند عائشة a فقالت: (يا أبا عائشة: ثلاث من
تكلم بواحدة منهن، فقد أعظم على الله الفرية، من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم
الفرية على الله، قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين: أنظريني ولا
تعجليني: ألم يقل الله عز وجل ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾، فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقال: إنما هو جبريل، لم أره على
صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطًا من السماء سادًا عظم خلقه
ما بين السماء إلى الأرض. فقالت: ألم تسمع أن الله يقول: ﴿لا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَار﴾ [الأنعام 103]. أو لم تسمع أن
الله يقول: ﴿وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾
[الشورى 51])[1]
ومع أن هذا الحديث يحمل الرؤية التنزيهية بأجمل صورها، ويستند إلى القرآن
في ذلك إلا أننا نجد علما كبيرا من أعلام السلفية يلقبونه [إمام الأئمة] هو ابن خزيمة يقول ردا عليها: (هذه لفظة أحسب عائشة
تكلمت بها في وقت غضب،ولو
كانت لفظة أحسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان أجمل بها،ليس يحسن في اللفظ أن يقول قائل أو
قائلة: قد أعظم ابن عباس الفرية
وأبو ذر وأنس بن مالك وجماعات من الناس الفرية على ربهم ! ولكن قد يتكلم المرء عند
الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها . أكثر ما في هذا أن عائشة وأبا ذر
وابن عباس وأنس بن مالك،قد اختلفوا هل رأى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ربه فقالت عائشة: لم ير النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ربه،وقال أبو ذر وابن عباس (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قد رأى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ربه،وقد أعلمت في مواضع من
كتبنا أن النفي لا يوجب علماً والإثبات هو الذي يوجب العلم،لم تحكِ عائشة عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه أخبرها أنه لم ير ربه عز وجل، وإنما تلت قوله عز وجل ﴿لا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَار﴾ [الأنعام 103]، وقوله: ﴿وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً ..﴾ [الشورى