اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 221
كل
أحواله.
ويؤيد هذا ما رووه عن عن عطاء عن ابن عباس في
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم 13] قال: (إن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأى ربه بقلبه) [1]، ومنها ما رووه عن أبي ذر أنه قال: (رأى رسول الله(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ربَّه بقلبه ولم يره ببصره) [2]
لكن مشكلة السلفية أنهم لا يكتفون بالروايات التي تحتمل التنزيه، بل
يضيفون إليها الروايات التي لا يفهم منها إلا التجسيم.. ومن تلك الروايات ما رووه عن عبد الله بن عمر أنه
بَعَثَ إلى عبد الله بن عباس يسأله: هل رأى محمدٌ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ربَّه؟ فبعث إليه: (أن نعم قد رآه)، فرد رسوله إليه وقال: كيف رآه؟ فقال: (رآه على كرسي من ذهب،
تحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور،
وملك في صورة نسر، في روضة خضراء، دونه فراش من ذهب)[3]
ومع أن السمة اليهودية واضحة على هذا الحديث الممتلئ بالذهب والجواهر
الكريمة إلا أننا نجد السلفية تردده في مصادرها العقدية الكبرى التي تتيح قراءتها
لعوام الناس، بل تحثهم عليها، لتمتلئ قلوبهم بدرن التجسيم المختلط بالذهب.
هذا هو الفريق الأول الذي مال إليه أكثر السلفية.. أما الفريق الثاني،
فتمثله عائشة، فقد ردت ما روي عن ابن
عباس ردا شديدا، واستدلت بالقرآن الكريم في ردها، مما أثار بعض السلفية المتقدمين
عليها.
وسنذكر قول عائشة، ثم نذكر موقف علم
من أعلام السلفية الكبار منها نتيجة لرفضها